الأحد، ديسمبر 14، 2008

ألا يكفيك ... قلبي



مزقت ملابسها الثمينة ... وإرتدت ثوب حدادها ... البالي من أثر السنين ... نظرت في المرآه على وجهها الشاحب ... الخالي من أدنى مظاهرالحياة ... إنهمرت دموعها ... أغرقتها ... أزاحتها بيدها عن وجهها في كبرياء ... طير ذبيح .

إتخذت قرارها سريعاً ... فلم تعد تحتمل البقاء ... ركضت إلى الطريق المظلم ... طريقهما القديم ... حافية القدمين ... كانت تعلم أنه هناك ... وكانت تريد فقط ... أن تراه ... أرادت أن يعلم ... أنها لم تعد خائفة ... من الطريق المظلم ... لم تعد تبالي بمخاوفها ... لم تعد ترى أمامها سواه ... إنهمرت دموعها الساخنة مرة أخرى ... أحرقت وجهها ... وفي قسوة ... صفعها الهواء البارد ... على وجهها ... وبعثر شعرها ... المنسدل في غير إنتظام ... واصلت ركضها بالطريق المظلم ... تطاردها ذكريات ... إبتعادها عنه ... وجرحها له ... ولكنها ... كانت تتـألم مثله وأكثر ... وسريعاً ما عادت إليه ... لم تحتمل قرارها ... بالإبتعاد عنه ... عادت بعد أن ذبحت كل مخاوفها على أعتابه ... وكم كان سعيداً بعودتها ... ولكن ؟؟؟ ... سرعان مازالت سعادته ... وأبدلها بخوف ورعب ... من أن تبتعد عنه مرة أخرى ... أقسمت له أنها ... لم تعد إلا بعد هزيمتها لكل مخاوفها ... وعودتها له بلا رجوع ... فلم يصدقها ... فقد تذكر معاناته في بعدها ... عاد إليه إحساسه بأنها ... من كسرت قلبه ... وجعلته يعاني ... إنهمرت دموعها ... كانت فقط ... تريد أن يصدقها ... لم يرحم ضعفها ... وإنكسارها أمامه ... ذكرته بأنها من كانت حبيبته ... من كان يسمعها عذب الكلمات ... من كان يراقصها تحت المطر ... أخبرته بأن من يملك الحب يملك الغفران ... قطع حديثها بنظرة خاوية من عينيه ... وتركها وإبتعد ... تذكرت كل ذلك ... وهي مازالت تركض ...
وفجأه ؟؟؟ ... توقفت ... فقد ظهر أمامها ... تسمرت في مكانها ... وقفت ترمقه ... ووقف يرمقها ... توقف الزمن للحظات ... وعيناه هذه المره ... يملؤهما الحب والإشتياق ... ولكن شوقها له ... كان يفوق كل مشاعر البشر ... عدا نحوها ... وعدت نحوه ... دفنت رأسها بين أحضانه ... إحتضنته بشده ... بكل لهفتها وإشتياقها إليه ... وفي غفلة منه ... أخرجت من بين ملابسها ... سكيناً ... وبدون أدنى إحساس منها بالألم ... مزقت ضلوعها ... وإنتزعت قلبها ... وأمسكته بيدها ... لم يشعر إلا وهي ... تتهاوى بين يديه ... نظرت إليه وهي تحتضر ... قدمت له قلبها ... وقالت له ... هل يكفيك ذلك ... لتصدق بأنني لن أبتعد عنك ثانية ... إنظر داخله ... فلم ولن يسكنه بشر سواك ... ثم إبتسمت والحياة تفارقها ... فقد كان وجهه ... آخر ما رأت عينيها .